رحلة نجاح

بسم الله نبدأ، وبه نستعين، وعليه نتوكل، وبنعمه نشكر، واصلي وأسلم وابارك على الرحمة المهداة، والسراج المنير، نبينا محمد، وعلى آله الأخيار المنتجبين.

عندما تأسرني الأفكار، وتكبلني المعاني في إيجاد التعبير المناسب في وصف الرئيس الحالي لنادي الابتسام الرياضي بأم الحمام الاخ العزيز فيصل بن علي الحميدي لدماثة خلقه، ومحبة الناس اليه نظير ما يقدمه لنادي الابتسام من فكر نير، وعمل جاد مميز طوال السنوات الماضية والحالية، كيف لا وهو فرس الرهان، حيث أني أختزل هذه الكلمات في خاطرتين وأقول:

فضل الرجال يذكر فيشكر *** وسلوكياتك مراءة لذكراك

الأبداع عنده رحلة عشق، تجاوز فيها حدود الزمان والمكان ونكران البشر، رسم بعشقه لهذا النادي لوحة بنفسجية جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل، رسم أفق جديدة للحلم، للحب، وللوطن، كم أنت مبدع ورائع ومرهف الاحساس.

نعم يا أبا عبد الله، للماضي ذكريات وأحداث، للماضي مساحة زمنية لا تنسى، وقائع وصور حفرت في الأذهان، للماضي شخصيات وأسماء ابتسامية تألقت وأبدعت، وانت اليوم أصبحت واحداً من هؤلاء العمالقة، حقاً وصدقاً وعرفاناً، وليس رياءً ونفاقاً، فهناك رجال يضعون بصمة ونكهة الى المكان والزمان، والى المهمة التي يكلفون بها، يضيفون اليها قيماً عليا واسلوباً حضارياً في التعامل.

وهذا النوع من الرجال وأنت منهم ممن عرفوا بجهودهم، وإخلاصهم، وتفانيهم، وكفاءتهم، كانوا وما زالوا يحضون بثقة رجالات البلد ومنسوبي النادي كافة، فأوكلوا إليهم أرفع المهام والمسؤوليات، وأحاطوهم بمحبتهم، وعنايتهم، وباهتمامهم المتزايد وبتقدير جهودهم الخلاقة، وعطاءاتهم الكبيرة المتواصلة، واعمالهم الجليلة والمخلصة في خدمة الوطن والنادي ورفع رايته خفاقة.

أنك الشخصية الإدارية الرائعة والمتميزة، قيادي ناجح بما تحمله هذه الكلمة من معنى، ونادراً ما تجد وتشاهد احداً تجتمع فيه هذه الصفات المحببة للنفس، تتسم بالجدية العالية في الاداء والانتاجية، وتتحلى بخلق وأدب رفيع، رغم كل المشاكل والمهاترات المالية والإدارية التي كنت تعاني منها، إلا أنك صبرت وظفرت وثابرت وتحملت المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقك بالحب الكبير لهذا النادي الذي أوقعك في شباكه وباذلك الحب بالحب.

تقابل كل من يقابلك بأريحية وبمنتهى الاحترام والتقدير، وتستمع له بشغف وبلا مقاطعة، وإذا ناقشت، ناقشت بلطف وهدوء لتكون المحصلة في نهاية المطاف إيجابية، بل تفتح قلبك وتفسح لكل من يريد الحديث ليقول كل ما لديه وما يجول في خاطره، رغم معرفتك في احيان كثيرة ان الحديث في غير موضعه، وان المقابل يتعمد ان لا يقول الحقيقة.

الانضباط والالتزام في المواعيد سمة من سماتك، وخصلة من خصالك الحميدة، وصاحب حضور مميز على مستوي المجتمع والعلاقات الاجتماعية، كيف لا وأنت صاحب نهج وسلوك إداري راقي وتعامل رقيق، حتى أصبح النادي يلاحقك إلى منزلك، يساروك طيفه حتى في منامك، ورغم كل هذه الاحترافية، فإنك صاحب وجه بشوش وتعليقات طريفة تتعمد باستمرار القاءها عندما ترى أن الاجواء جاده ومشحونة اكثر مما يجب.

تملك موهبه إدارية ورياضية راقية دعمتها بالخبرة، ووظفتها خير توظيف من خلال عملك في إدارة النادي الذي حقق في عهدك الميمون قفزات نوعية كبيرة، رغم أن اغلب الفترات التي قضيتها لم تكن الامور المادية والإدارية متوفرة بالشكل المطلوب والصحيح، إلا أن الاصرار على النجاح أتى أكله.

ورغم ذلك عملت وتفوقت وأنجزت وارتقيت بالعمل إدارياً ورياضياً وتحققت انجازات عديدة رائعة في مختلف الألعاب الرياضية لا تخفى على من يتابع نتائج النادي من بعيد أو قريب، لكن ما قد لا يعرفه الكثير عنك هو الجانب الانساني الرقيق في شخصيتك الهادئة، ولا عجب أن يضيف هذا البعد في منهج عملكم وإدارتكم المحترمة لتحوله الى نادي كبير بسمعته الطيبة ونتائجه الايجابية حتى أصبح يشار اليه بالبنان.

لقد قضينا معاً قرابة الاربع سنوات في العمل الإداري التطوعي في خدمة نادي الابتسام، لم اشاهدك يوماً تتدمر ابداً، بل كنت تشجع الجميع على العمل والمثابرة والصبر في تحقيق الاهداف والطموحات، رغم ان الاخطاء والهفوات يصادف حدوثها من خلال العمل التطوعي في الاندية كما هو مألوف ومعتاد.

لا أخفي عليكم فهو رجل متيم بحب الابتسام والابتسامين، لا يغفى له عين ولا تغمض له جفن حتى يرى الابتسام منارة مشعة ورايته خفاقة، عشق النادي حتى الجنون، وشرب حبه حتى الثمالة، عندما انضم إليه كلاعب كرة قدم في عمر الزهور حتى اصبح حارس الفريق الاول لكرة القدم، وها هو اليوم يتقلد منصب الرئاسة لنادي الابتسام حتى يروي حبه الذي عاشه منذ الصغر.

شكراً لك وألف شكر يا أبا عبد الله فأنك صاحب مواقف نبيله مع كل من يطلب المساعدة، سواء كان لاعباً أو مدرباً أو عاملاً، مهما حاولت فسوف أجد نفسي مقصراً في تقديم الصورة الحقيقية لمن لم يعرفك عن قرب، أما من تعامل معك فأنه بلا شك ولا ريب يدرك ما أقول، لم تكسب ولم تحظى بأعجاب وتقدير واحترام الجميع فقط، بل واستطعت ان تكسب حبهم ودعمهم وتشجعيهم، فأحبوك بصدق وبإخلاص وتفاني وهذا في تصوري المؤشر الحقيقي للنجاح.

ستبقى إنجازاتك الجليلة حاضرة في ذاكرة التاريخ، تصاغ من جديد عبر الأجيال الحاضرة والقادمة، فلك منا كل الشكر والتقدير والعرفان على مواصلتك للعمل بجد وصبر وثبات، وأن يوفقك الله في حياتك ويرفع منزلتك وقدرك في الدنيا والآخرة أنه سميع مجيب.

لك في قلبي بوجه خاص منزلة اثيره، ولك في قلوب الجميع محبة ومكانة رفيعة وتقديراً واعزاز.

 

عضو شرف