متى نعيش همس المشاعر ... وصفاء القلوب ... وجمال الروح

في لحظات مختلفة من عمر الزمن نعيش في خلوة مع أنفسنا متعمقين في التفكير فيما حولنا وفجأة ننتبه وإذا الايام والشهور والسنين تمضي سراعاً وتمر من بين أيدينا ومن أمام أعيننا هاربة الى غير رجعة، وفي زحمة الدنيا وخيالاتها الواسعة الفاتنة المسيطرة تغرقنا أنفسنا في التفكير وفي الأوهام والأحلام، تسير في اتجاهات مختلفة.

تحيرنا، تقلقنا، تغرينا بألوانها وزخرفها، ونتوه في أحلامنا المتعسرة فتتبعثر أوراق قلوبنا وأرواحنا وأفكارنا في لحظات المواجهة فتتهاوى أمام الحقائق الثابتة، نصطدم بواقع مرير بعوائق نفوسنا المتغطرسة وطموحاتها الكبيرة، فتقهر مشاعرنا إلى الوراء ونقف عاجزين عن مواصلة المشوار وتلبية النداء بالمساعدة والتضحية، أو حتى بأحداث تغيراً إيجابياً.

متى نحرر أنفسنا من التبعية، متى نحرر عقولنا من الأفكار السلبية، متى نعيش الإيجابية، متى نعيش همس المشاعر وصفاء القلوب وجمال الروح، متى نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الاثم والعدوان، متى يعود الأمس بماضيه الجميل، متى ينبلج الفجر فجراً على احلام من رجاءً ومحبةً وسلام، متى يبزغ الفجر ويشرق الأمل والتفاؤل، متى نشاهد التنافس الشريف من أهالي إم الحمام الحبيبة في الصلات الرياضية والملاعب الاخرى وعلى رئاسة النادي أو أحد مناصبه الادارية؟ متى نلحظ دعماً مادياً ومعنوياً وشرفياً مرتفع؟؟

التفاؤل الذي ننشده هو الذي يجدد الأمل ويعمق الفكر والثقة بالنفس، ويحفز على العمل ويدفع إلى النجاح، التفاؤل هو الإلهام الذي نلتقط منه صور الجمال، صور الألفة والمحبة والاخوة الصادقة، فينطلق من خلاله عنان العمل والأحلام، التفاؤل هو التحدي مع النفس لأطلاق الطاقات والمواهب الدفينة، التفاؤل ببساطة مراءة الحياة التي تعكس سلوكنا ورؤيتنا للأمور حاضراً ومستقبلاً.

الأمل والتفاؤل هما زهرة الحياة فبهما تزداد رونقاً وجمالاً ويبعثان نوراً يضيء طريقنا ويمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار، ويمنحننا نظرة إيجابيّة تبعث في النفس الطمأنينة والراحة ويشعراننا أن كلّ شيء ممكن، الأمل والتفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة فهو يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل والصبر على الشدائد والمحن، والتشاؤم من صفات الفاشلين وأصحاب العقول الفارغة وذوي القدرات المحدودة.

إذا كنت متفائلاً فإن نتائجك ستكون من نفس نوع أفكارك، وهذا هو قانون نشاطات العقل الباطن أي أن الأمر الذي تفكر فيه يتسع ويتزايد من نفس نوع الأفكار الأساسية، فإذا أردت أن تنجح لابدّ أن تغير الأفكار وتفكر بفكرة تساعدك على النجاح، وهل غير النجاح يرضي غرورنا. 

التفاؤل بالخير لابد وأن يجد الخير في نهاية الطريق، لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء، نحو التقدم، نحو النجاح، نحو الإنجاز، نحو الازدهار، إن التفاؤل يعني الأمل، الإيجابية، الاتزان، التعقل، والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح لابد وأن يقترن بالجدية والفعالية وبمزيد من السعي والعمل الجاد الدؤوب.

برغم كل ما يحدث لنادينا من مشاكل وأزمات مادية ومعنوية علينا أن نتفاءل وأن نقرن الأمل بالعمل، فلن يكون نادينا في مقدمة الركب إلا إذا اجتمعنا على الخير وتعاونا وتواصلنا وأخلصنا في القول والعمل، وهناك بعض الطرق التي من الممكن أن تساعدنا في تطوير النادي وحلحلة ديونه وأزماته.

علينا ان نعود أنفسنا أن نكون اقوياء بالتعاون والثقة المتبادلة مع بعضنا البعض، وأن نحاول دائماً أن نتحدث عن تاريخ وسمعة نادينا بما يليق بمكانتها المرموقة العالية، أن نطلع أصدقائنا وأعضاء شرفنا على كل ما هو مهم وان نجعلهم يشعرون بأن في كل منهم شيئاً مهما لا غنى عنه، أن نعود أنفسنا دائماً إلى النظر إلى الجانب المشرق والإيجابي فيما نرى ونسمع بعيداً عن السلبية والإحباط والتأثر بما يقال في الكواليس والغرف المظلمة، علينا ان نفكر في الأفضل والاحلى والاجمل، وأن نتحمس لنجاح الآخرين كما نتحمس لنجاحاتنا.

أن نعود أنفسنا نسيان أخطاء الماضي بدلاً من استخدامها كأسطوانة مشروخة نعلق عليها الفشل، التفاؤل والامل واستخدام المستقبل لإنجاز الأهداف المطلوبة والمشروعة، أن نحاول بجدية أن نكون ودودين ذوا علاقة طيبة مع الجميع صغاراً وكباراً، ان نجتهد في قضاء وقت أطول في تطوير أنفسنا وامكانياتنا من كل النواحي، أن نعوّد أنفسنا أن تكون عصيةً على الهموم، وأن تكون دافعاً لنا لعمل المزيد من النجاحات وسعداء بحيث لا تسمح بحضور ما يعكِّر صفو حياتنا.

إذا أردنا أن نحيا حياة ملؤها الأمل وتحقيق ما نريد بأذن الله، علينا بالتفاؤل وبث روح المحبة والحماس في نفوسنا ثم من حولنا من الغيارى والمحبين والعاشقين للنادي، أما إذا تشاءمنا وتقاعسنا وتكاسلنا لن نجني سوى التراجع والتقهقر إلى الوراء، والنتيجة النهائية هي الخسران لذلك علينا أن نعود أنفسنا والبدء بحياة جديدة كلها تفاؤل وأمل بغد مشرق، ننطلق من خلاله إلى آفاق ليس لها حدود لبناء نادينا الذي ينادينا بالشكل الأجمل وكما نريد.

التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة، يجب علينا أن نتصالح مع أنفسنا وأن نتحاور معها دائماً حواراً إيجابياً نظهر فيه جوانب مشرقة مفعمة بالحيوية والأمل والنشاط في أرواحنا، ونثبت للنفس أننا بخير، وأن القادم بوجودنا دائماً أفضل وأحلى وأجمل لأننا نحمل الكثير من الخير في أعماقنا لهذا النادي المبارك.

أحببت أن انسج معكم من خيوط الشمس الذهبية حروف الحب، والحلم، والأمل كي نتوغل في أعماقنا ونغني أجمل معانينا، ونجعل من الماضي الجميل دعوة حرة إلى الغد المشرق، ونبدأ من جديد مع فجر جديد لعلنا في قادم الايام نشهد حرص الجميع على المساهمة الحقيقية في بناء الابتسام، والاهتمام به والسعي لتقدمه وازدهاره.

 

حفظ الله الابتسام وشبابه ورجالاته المخلصين الغيارى من كل سوء، ووفقنا الله وإياكم لخدمته ولما فيه الخير والصلاح والرشاد.

 

عاشق الابتسام / فوزي بن احمد أمان

عضو شرف